
في السنوات الأخيرة، أصبح التجميل غير الجراحي خياراً شائعاً للكثيرين ممن يسعون إلى تحسين مظهرهم بطريقة آمنة وسريعة. ومن بين هذه العلاجات، يبرز الميزوثيرابي كأحد الحلول التجميلية المتعددة الاستخدامات، التي تجمع بين البساطة والفعالية. سواءً لتحسين نضارة البشرة، تعزيز نمو الشعر، أو التخلص من الدهون الموضعية، فإن الميزوثيرابي يقدم خيارات متعددة تناسب مختلف الاحتياجات. في هذا المقال سنسلط الضوء على
١. تعريف الميزوثيرابي
٢. أنواع الميزوثيرابي
٣. المضاعفات والمخاطر المحتمله
٤. مقارنة مع العلاجات التجميلية الأخرى
٥. نصائح قبل وبعد الجلسة
٦. الخاتمة

-تعريف الميزوثيرابي
تُعد هذه التقنية من الإجراءات التجميلية غير الجراحية التي تهدف إلى تحسين جودة الجلد، تحفيز التجدد الخلوي، وعلاج بعض الحالات الجلدية مثل التجاعيد، التصبغات، وتساقط الشعر. تعتمد حقن مواد محددة باستخدام إبرة دقيقة للغاية تحت طبقة الأدمة للجلد لتصل إلى النسيج الدهني تحت الجلد في المنطقة المستهدفة. وتعتمد تركيبة المواد المحقونة على المزيج الذي يتم تحضيره من قبل الطبيب المعالج. وقد يشتمل هذا المزيج على كميات ضئيلة من مستخلصات نباتية، فيتامينات، إنزيمات، مغذيات، هرمونات، إضافةً إلى أدوية مثل موسعات الأوعية، والعوامل المضادة للالتهاب غير الستيرويدية، ومنبهات مستقبلات بيتا، والمضادات الحيوية.
– أنواع الميزوثيرابي
صنَّف أنواع الميزوثيرابي إلى عدة فئات استناداً إلى تصنيفين رئيسيين، هما:
ـ أولاً: تختلف تقنيات الميزوثيرابي باختلاف طريقة توصيل المواد الفعالة إلى الجلد، ويمكن تصنيفها إلى ثلاث فئات رئيسية:
١. الميزوثيرابي بالإبر العميقة (Deep Mesotherapy):
تعتمد هذه التقنية على الحقن المباشر للمواد النشطة (مثل الفيتامينات، الأحماض الأمينية، وحمض الهيالورونيك) في الطبقات العميقة من الأدمة (Dermis) باستخدام إبر دقيقة جدًا. تُستخدم هذه الطريقة لتحفيز إنتاج الكولاجين والإيلاستين، مما يساهم في شد الجلد وتحسين مرونته. وعادةً ما تُظهر النتائج تدريجية وتُلاحظ بعد عدة جلسات علاجية
٢. الميزوثيرابي باستخدام الديرمابن (Microneedling with Dermapen):
تُستخدم تقنية الديرمابن لإحداث ثقوب دقيقة ومنتظمة في الطبقة السطحية من الجلد (البشرة والأدمة السطحية)، مما يسمح بامتصاص أفضل للمواد النشطة ويُحفّز عملية الترميم الطبيعي من خلال إنتاج الكولاجين. تُستخدم هذه الطريقة بشكل فعال في علاج آثار حب الشباب، الخطوط الدقيقة، وتحسين ملمس البشرة، وتتميز بكونها أقل اختراقًا وأقل ألماً مقارنة بالحقن العميقة.
٣ . البيو-ريفايتيلايزيشن (Bio-revitalization) :
تُعتبر هذه التقنية من أبسط أشكال الميزوثيرابي، حيث يتم حقن مواد مرطّبة ومجدّدة للبشرة مثل حمض الهيالورونيك، مضادات الأكسدة، والفيتامينات في الطبقات السطحية من الجلد. تهدف هذه الطريقة إلى تعزيز ترطيب الجلد، استعادة حيويته، وتأخير علامات التقدم في العمر. تُستخدم غالباً كإجراء وقائي أو داعم ضمن برامج العناية بالبشرة.يعتمد اختيار نوع الميزوثيرابي على عدة عوامل، منها حالة البشرة، عمر المريض، والهدف العلاجي. يتطلب التنفيذ الدقيق تقييماً سريرياً من قبل مختص لضمان سلامة الإجراء وتحقيق أفضل النتائج
ثانياً: تتنوع تقنيات الميزوثيرابي من حيث تركيب المحاليل المستخدمة، وتُوجَّه كل تقنية منها لعلاج مشكلات جلدية محددة. ومن أنواعه:
١.الميزوثيرابي بحمض الهيالورونيك
يُعد هذا النوع من الميزوثيرابي مناسباً بدرجة عالية لتصحيح التجاعيد الدقيقة ومقاومة علامات الشيخوخة.يتضمن الإجراء حقن الطبقة السطحية من الجلد بمحلول يحتوي على 100% من حمض الهيالورونيك والغليسرين، بهدف تحسين مرونة البشرة وتماسكها، وزيادة كثافتها، مع دعم إنتاج الكولاجين والإيلاستين. يُستخدم بشكل شائع لعلاج مناطق الوجه، والعنق، وظهر اليدين.يُعد حمض الهيالورونيك مكوّناً بنيوياً طبيعياً في الجلد، ويُعرف بقدرته العالية على جذب واحتجاز جزيئات الماء، مما يساعد على تنعيم سطح البشرة واستعادة مرونتها. أما الغليسرين فيُعزز هذا التأثير من خلال توفير ترطيب عميق، ما يمنح البشرة مظهرًا مجدداً طويل الأمد.
٢. الميزوثيرابي ذو التأثير المشابه للبوتوكس
يُستخدم هذا النوع في علاج التجاعيد الدقيقة وترطيب البشرة التي تعاني من الشيخوخة الناتجة عن التعرض المزمن لأشعة الشمس.يعتمد على مزيج من حمض الهيالورونيك والببتيدات الحيوية المشابهة للببتيدات الطبيعية (Biomimetic Peptides)، والتي تُظهر تأثيراً مشابهاً لمفعول مادة البوتوكس (توكسين البوتولينوم)، إلا أنها آمنة، قابلة للتحلل الحيوي، ولا تُسبب آثاراً جانبية. يُطبَّق على الوجه والعنق
٣. الميزوثيرابي بالكولاجين
يُساهم في التقليل من علامات تقدم العمر الظاهرة على البشرة، ويُبطئ من تطور التجاعيد، كما يوفر ترطيباً كافيًا للبشرة المتقدمة في السن.الكولاجين هو أحد المكونات الهيكلية الأساسية للنسيج الضام، وانخفاض مستوياته يؤدي إلى فقدان مرونة الجلد وظهور علامات الشيخوخة. يُساعد الميزوثيرابي بالكولاجين على إعادة بناء الأنسجة وتنعيم الخطوط، مما يُساهم في الحفاظ على تماسك ملامح الوجه. يُستخدم كإجراء وقائي لدى النساء الشابات، أو كعلاج ترميمي لدى البالغين.
٤. الميزوثيرابي بمضادات الاكسده والفيتامينات
يُعد هذا النوع من الميزوثيرابي فعالاً في مكافحة الجذور الحرة، التي تُعد من العوامل الأساسية في شيخوخة الجلد.تتسبب الجذور الحرة في تلف الخلايا السليمة، وتنتج عن التلوث البيئي، التدخين، والتعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية. ويُسهم حقن مضادات الأكسدة والفيتامينات مباشرة في الأدمة في تقليل الضرر الناتج عنها، وتحسين مظهر الجلد وحيويته.
٥. الميزوثيرابي لمنطقة ماحول العين
منطقة حول العينين هي من أوائل المناطق التي تُظهر علامات التقدم في العمر، نتيجة للتعرض للأشعة فوق البنفسجية، وانكماش عضلات الوجه، وفقدان الحجم والمرونة.يُستخدم الميزوثيرابي في هذه المنطقة لتحسين جودة الجلد، من خلال وخزات دقيقة تُحقن فيها مواد فعالة تشمل حمض الهيالورونيك، الأحماض الأمينية، الفيتامينات، والمعادن. يُعد هذا الإجراء آمناً ومناسباً للنساء من جميع الأعمار.
٦. الميزوثيرابي لعلاج فرط التصبغ
تُعد التصبغات الجلدية من العلامات الشائعة للشيخوخة، وتظهر غالباً في الوجه والعنق.تتعدد مسببات هذه الحالة، ومنها الاختلالات الهرمونية، الآثار الجانبية لبعض الأدوية، والتعرض المزمن لأشعة الشمس بدون حماية. وتشمل بروتوكولات العلاج تقنيات متعددة منها الميزوثيرابي المخصص للتصبغات، والتقشير الكيميائي، والمستحضرات الموضعية المفتحة للبشرة.
٧. الميزوثيرابي لتحفيز نمو الشعر
يُعد من العلاجات الفعالة لمشكلة تساقط الشعر وترققه، والتي قد تحدث نتيجة لعوامل مختلفة مثل نقص الحديد، الإرهاق المزمن، سوء التغذية، واضطرابات الغدة الدرقية، خاصةً بعد الحمل.يعتمد هذا النوع من الميزوثيرابي على حمض الهيالورونيك الذي يعيد بناء المصفوفة بين الخلوية، مما يُحسن التبادل الخلوي ويحفّز بصيلات الشعر. ويُعزز تأثيره من خلال تركيبات بيولوجية متخصصة تعزز نمو الشعر واستعادة كثافته.
٨. الميزوثيرابي لتقليل الدهون الموضعية والسيلوليت
يُستخدم هذا النوع من الميزوثيرابي للتقليل من التراكمات الدهنية الموضعية والسيلوليت، خاصةً في مناطق مثل الذقن المزدوج، البطن، الأرداف، والفخذين.يعتمد العلاج على حقن مواد فعالة مثل ملح الصوديوم لحمض الديوكسيكوليك، والتي تعمل على تكسير أغشية الخلايا الدهنية، مما يُسهم في تقليل حجم الدهون وتحسين مظهر البشرة في المناطق المستهدفة.
– المضاعفات والمخاطر المحتملة
١. المضاعفات الناتجه عن العدوى:
تُعد العدوى من أبرز المضاعفات المرتبطة بالميزوثيرابي، وتحدث غالباً بسبب ضعف التعقيم أو استخدام مواد غير معروفة المصدر. وقد تم تسجيل حالات لالتهابات جلدية شديدة، بعضها أدى إلى ظهور تقرحات أو ندوب دائمة. كما سُجلت حالات نادرة لتفشيات عدوى بين عدة أشخاص تلقوا العلاج في مراكز معينة. يعود ذلك غالباً إلى استخدام أدوات ملوثة أو منتجات غير مرخصة.
٢. المضاعفات غير الناتجة عن العدوى :
تتعدد المضاعفات غير الناتجة عن العدوى في علاج الميزوثيرابي، وتشمل مجموعة من التفاعلات الالتهابية والتسممية المرتبطة بالمواد المحقونة. من أبرز هذه المضاعفات ظهور ردود فعل تحسسية مثل تكوّن الحبيبات، التورم، الكدمات، والتفاعلات الجلدية مثل الطفح الجلدي، بالإضافة إلى تكوّن الأورام الدهنية أو الخراجات تحت الجلد نتيجة لحقن مواد زيتية. كما يمكن أن تحدث تفاعلات تؤدي إلى تنخر دهني أو التهاب بصيلات الشعر، مما قد يؤدي إلى تساقط الشعر.تشمل المضاعفات الأخرى تأثيرات جهازية نتيجة امتصاص المواد المحقونة، مثل فرط نشاط الغدة الدرقية، حيث تم توثيق حالة من التسمم الدرقي الناتج عن حقن كوكتيل يحتوي على حمض ثلاثي يودوثيروأسيتيك ومركبات موسعة للأوعية. كما تم الإبلاغ عن حالات التهاب القولون الإقفاري المرتبط بالعلاج المزج مع أدوية مضادة للسمنة، نتيجة لتأثيرات التضيق الوعائي للمكونات المحقونة والدوائية.تتضمن المضاعفات الأخرى أعراضاً خفيفة مثل الصداع، الحكة، وتورم موضعي، والتي عادة ما تكون مؤقتة وقابلة للتحسن باستخدام العلاجات الموضعية أو بتعديل فترات العلاج بين الجلسات.
– مقارنة مع العلاجات التجميلية الأخرى
بالمقارنة مع الإجراءات الأخرى مثل الفيلر والبوتوكس، يُعتبر الميزوثيرابي ألطف على البشرة ويتطلب وقتاً أقصر للتعافي. يهدف الفيلر إلى إضافة حجم وتحسين ملامح الوجه باستخدام مواد مثل حمض الهيالورونيك، ويركز البوتوكس على تقليل التجاعيد عن طريق استرخاء العضلات، أمّا الميزوثيرابي فيعمل على تجديد الخلايا وتحفيزها باستخدام مجموعة من الفيتامينات، الأحماض الأمينية، والعوامل المغذية.على الرغم من أن الفيلر والبوتوكس يقدمان نتائج فورية والميزوثيرابي يتطلب عدة جلسات لتحقيق نتائج ملحوظة لكنه يُعتبر أكثر أماناً بالنسبة لبعض الحالات بسبب طبيعته الأقل شدة. كما أن تكلفة الميزوثيرابي عادةً ما تكون أقل من الفيلر والبوتوكس، مما يجعله خياراً مناسباً للعديد من الأشخاص. ولكن يجب أن يُؤخذ في الاعتبار أن تأثيرات الميزوثيرابي قد تكون أقل وضوحاً من الإجراءات الأخرى، وبالتالي قد يتطلب وقتاً أطول لرؤية النتائج المرجوة.
– نصائح قبل وبعد الجلسة

لضمان أفضل النتائج وتقليل المضاعفات ننصح بالتالي:
١ . نصائح قبل جلسة الميزوثيرابي:
١. تجنّب الأدوية المميعة للدم مثل الأسبرين أو الإيبوبروفين قبل الجلسة بعدة أيام (إلا إذا كانت بوصفة طبية)، لتقليل احتمالية حدوث الكدمات.
٢. يجب إخبار الطبيب بحال الحمل أو الإرضاع أو أي أمراض مزمنة أو تحسّس من أدوية معينة.
٣. شرب كمية كافية من الماء للحفاظ على ترطيب الجسم.
٤. تجنّب شرب الكحول أو الكافيين المفرط قبل الجلسة بـ 24 ساعة، لتقليل التهيج أو الجفاف.
٥. الحفاظ على نظافة المنطقة التي سيتم علاجه
٢ . نصائح بعد جلسة الميزوثيرابي:
١. تجنّب لمس أو تدليك المنطقة المعالجة لمدة 24 ساعة على الأقل.
٢.تجنّب التعرض لأشعة الشمس المباشرة أو استخدام أجهزة التسمير لمدة يومين إلى ثلاثة أيام.
٣.الامتناع عن استخدام مستحضرات التجميل أو الكريمات (ما لم يوصِ بها الطبيب) على المنطقة لمدة 24–48 ساعة.
٤.تجنّب التمارين الشاقة أو الساونا أو الجاكوزي لمدة 48 ساعة لتقليل التورم والاحمرار.
٥.تطبيق كمادات باردة في حال حدوث احمرار أو انتفاخ بسيط لتخفيف الأعراض

