داء المقوسات أثناء الحمل: دليلك للوقاية والعناية

هل يجب أن تتخلي عن قطتك إذا أصبحتِ حاملًا؟ هذا السؤال يقلق الكثير من النساء، خاصة مع التحذيرات المتعلقة بعدوى داء المقوسات (Toxoplasmosis)، الطفيلي الذي قد يهدد صحة الجنين إذا انتقل عبر المشيمة. الحقيقة أن القطط ليست السبب الوحيد للإصابة،إن الحمل رحلة فريدة مليئة بالتغيرات الجسدية والنفسية، إذ يصبح الجهاز المناعي أكثر حساسية، مما يزيد من خطر الإصابة بالعدوى.
لذلك، تعتبر الوقاية من الأمراض المعدية جزءًا أساسيًا من حماية الأم والجنين، ويأتي داء المقوسات في مقدمة هذه المخاطر. والأهم أنه يمكن الاستمرار في رعاية قطتك بأمان إذا اتبعتِ بعض الاحتياطات البسيطة، وهو ما سنوضحه تفصيليًا في هذا المقال.
1. انتشار داء المقوسات
2. أسباب الإصابة بداء المقوسات
3. خطورة داء المقوسات على الحامل
4 .مضاعفات إصابة الجنين
5 .أعراض داء المقوسات
6. التشخيص والاختبارات
7 .العلاج وإدارة العدوى
8 .الرضاعة الطبيعية والأطفال
9. الوقاية من داء المقوسات
10 . الاسئلة الشائعة
11- المصادر والمراجع


انتشار داء المقوسات
داء المقوسات مرض عالمي يصيب نسبة كبيرة من الناس، حيث يصيب تقريباً شخص من كل ثلاثة أشخاص في أنحاء العالم، و معظمهم لا تظهر عليهم أي أعراض بسبب قدرة الجهاز المناعي على السيطرة على الطفيلي. ومع ذلك، تصبح عدوى داء المقوسات أثناء الحمل أكثر خطورة،
إذ يمكن للطفيلي أن ينتقل إلى الجنين مسببة مضاعفات خطيرة، خاصة إذا حدثت الإصابة في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.
لذلك، من الضروري فهم طرق انتقال العدوى وأسبابها لضمان الوقاية.
أسباب الإصابة بداء المقوسات
ينتج داء المقوسات عن الإصابة بطفيلي Toxoplasma gondii، الذي يمكن أن ينتقل عن طريق عدة طرق. من أبرزها تناول اللحوم غير المطهوة جيدًا، أو تناول الفواكه والخضروات الملوثة ببراز القطط، أو التربة الملوثة. في حالات نادرة، قد تنتقل العدوى عبر نقل الدم أو زراعة الأعضاء.
القطط المصابة تفرز الطفيلي في برازها لفترة قصيرة بعد تناولها لحومًا نيئة أو فرائس ملوثة، لكن ليس كل القطط تنقل العدوى، مما يجعل التحكم في المخاطر ممكنًا من خلال اتباع إجراءات النظافة الشخصية والاحتياطات الصحية.
خطورة داء المقوسات على الحامل
بمجرد انتقال عدوى داء المقوسات إلى الحامل، غالبًا ما تكون الأعراض خفية وغير محددة، مما يجعل الكثير من النساء لا يلاحظن أي علامات تنذر بالخطر في المراحل المبكرة. قد تشعر المرأة بتعب بسيط، حمى خفيفة، آلام عضلية متقطعة، أو تضخم طفيف في الغدد اللمفاوية، وهي أعراض يمكن أن تُعزى بسهولة إلى التغيرات الطبيعية أثناء الحمل أو الأمراض الشائعة مثل الإنفلونزا. ومع ذلك، فإن الطبيعة الخفية لهذه العدوى لا تقلل من خطورتها، إذ أن الطفيلي قادر على الانتقال عبر المشيمة إلى الجنين، وهو ما يزيد من احتمالية حدوث مضاعفات خطيرة إذا لم يُكتشف المرض في الوقت المناسب.
مضاعفات اصابة الجنين
يكمن خطر داء المقوسات أثناء الحمل في قدرته على التسلل إلى الجنين وإحداث أضرار قد تكون طويلة الأمد، حتى إذا لم تظهر أي أعراض واضحة لدى الأم. انتقال الطفيلي إلى الجنين يمكن أن يؤدي إلى الإجهاض، أو الولادة المبكرة، أو التشوهات الخلقية التي تؤثر على الأعضاء الحيوية مثل الدماغ والعينين والكبد والطحال. هذه التأثيرات قد تشمل تغييرات في نمو الدماغ، ما يؤدي إلى صغر حجم الرأس أو مشاكل عصبية قد تظهر لاحقًا خلال مرحلة الطفولة، إلى جانب مشاكل في الرؤية أو ضعف البصر نتيجة التهاب الشبكية أو أضرار أخرى في العين. بعض الأطفال المصابين قد يعانون من اضطرابات في الكبد أو الطحال، أو يواجهون صعوبات في النمو الحركي أو التأخر العقلي، وهو ما يجعل المتابعة الطبية والفحوصات المبكرة أمرًا بالغ الأهمية للحماية من المضاعفات، يمكنك المتابعة المبكرة من خلال ملاحظة أي أعراض غير معتادة.
أعراض داء المقوسات
= الاعراض الحادة
حيث تختلف أعراض داء المقوسات حسب نوع العدوى ومرحلة الإصابة، وغالبًا ما تكون خفية عند الحوامل، مما يجعل الانتباه لأي علامات مبكرة أمرًا بالغ الأهمية. في الحالات الحادة، قد تشعر المرأة بتعب شديد وإرهاق عام مع ارتفاع طفيف في درجة الحرارة وآلام في العضلات والمفاصل، خصوصًا في الظهر والساقين والذراعين، وقد تتضخم الغدد اللمفاوية في الرقبة أو الإبط. في بعض الحالات الأكثر شدة، يمكن ملاحظة تضخم الكبد أو الطحال، ما يستدعي متابعة طبية دقيقة.
=الاعراض العينية
عندما يؤثر الطفيلي على العينين، قد تلاحظ الحامل رؤية مشوشة أو ظهور بقع سوداء في مجال النظر، إلى جانب الاحمرار والألم عند تحريك العين، وفي الحالات الشديدة قد يؤدي ذلك إلى فقدان الرؤية. هذه الأعراض قد تظهر بعد أشهر أو حتى سنوات من الإصابة الأولية، مما يجعل الفحص الدوري للعينين مهمًا للأطفال المصابين.
= الاعراض المعاد تنشيطها
بالنسبة للأشخاص ذوي جهاز مناعي ضعيف، مثل مرضى الإيدز أو من يتلقون أدوية مثبطة للمناعة، قد تُعاد تنشيط العدوى، مسببة صداعًا شديدًا واضطرابات عصبية تشمل التشنجات أو صعوبة في التوازن، مع تغيرات في الحركة أو الإدراك مثل النسيان أو الارتباك، وقد تتأثر الرؤية بسبب التهاب الشبكية أو إصابة الأعصاب البصرية.
= داء المقوسات الخلقي
أما عند الأطفال المصابين بداء المقوسات الخلقي، أي نتيجة انتقال العدوى من الأم إلى الجنين، قد لا تظهر أعراض واضحة عند الولادة، لكنهم قد يواجهون لاحقًا مشاكل في النمو العقلي والحركي، مثل تأخر الكلام أو صعوبة المشي، بالإضافة إلى صغر حجم الرأس أو الاستسقاء، ومشاكل عينية مثل التهاب الشبكية أو فقدان البصر، وأحيانًا مشاكل في الكبد والطحال بما في ذلك اليرقان.
فهم هذه الأعراض المبكرة والمتنوعة يساعد الحامل على التعرف على أي علامات تحذيرية، لكن للتأكد من وجود العدوى أو استبعادها، يصبح الانتقال الطبيعي إلى التشخيص والاختبارات الطبية ضروريًا.
التشخيص والاختبارات
لتأكيد الإصابة، يعتمد الأطباء على اختبارات الدم للكشف عن الأجسام المضادة أو الحمض النووي للطفيلي، ويمكن استخدام تحليل السائل الأمنيوسي أو التصوير الطبي لتقييم صحة الجنين. تشخيص داء المقوسات مبكرًا يسهل التدخل العلاجي وتفادي المضاعفات الخطيرة على الجنين.
العلاج وإدارة العدوى
يختلف العلاج بحسب مرحلة الحمل، حيث يُستخدم سبيراميسين قبل الأسبوع 18 لتقليل انتقال العدوى، بينما يُستخدم مزيج بيريميثامين وسلفاديازين مع حمض الفولينيك بعد الأسبوع 18 أو عند إصابة الجنين. متابعة العلاج تحت إشراف طبي متخصص ضرورية لضمان السلامة لكل من الأم والجنين.
الرضاعة الطبيعية والأطفال
بالنسبة للرضاعة، داء المقوسات لا ينتقل عادة عبر حليب الأم، لكن الأطفال المصابون يحتاجون لمتابعة طبية دورية لتقييم النمو العصبي والعيني. هنا يبرز دور الوقاية، والتي تعتبر الخطوة الأهم لحماية الأم والجنين،يمكن تقليل خطر الإصابة بشكل كبير باتباع إجراءات بسيطة وفعالة، مثل ارتداء القفازات عند التعامل مع التربة أو القيام بأعمال البستنة، مع غسل اليدين جيدًا بعد الانتهاء. من الضروري أيضًا غسل اليدين قبل وبعد إعداد الطعام وتنظيف الأدوات المستخدمة، كما يجب غسل الفواكه والخضروات بعناية للتخلص من أي تلوث محتمل ببراز القطط أو التربة.
الوقاية من داء المقوسات
عند طهي اللحوم، خصوصًا اللحوم الحمراء والضأن، يجب التأكد من نضجها جيدًا لتجنب انتقال الطفيلي، مع الامتناع عن تناول اللحوم النيئة أو غير المطهوة جيدًا، وكذلك منتجات الألبان غير المبسترة. كما يُنصح بتجنب التلامس المباشر مع فضلات القطط، أو على الأقل ارتداء القفازات عند تنظيف الصواني وغسل اليدين بعد ذلك، مما يضمن الحفاظ على سلامة الأم دون الحاجة للتخلي عن رعاية قطتك أو النشاطات اليومية المعتادة.
الاسئلة الشائعة


1- هل الإصابة بداء المقوسات أثناء الحمل تزيد خطر الإجهاض؟
نعم، العدوى النشطة خلال الحمل قد تؤدي إلى الإجهاض أو الولادة المبكرة.
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK582993/
