اكتئاب ما بعد الولادة: ما بين التحدي والدعم النفسي
إعداد: الصيدلانية براءة عبد الله القالش

ليست كل ولادة بداية لفرح مطلق، فبعض الأمهات يواجهن صراعًا صامتًا يعرف باكتئاب ما بعد الولادة. بعد الإنجاب، قد تمر الأم بتقلبات مزاجية طبيعية، لكنها أحيانًا تتحول إلى اضطراب نفسي عميق يؤثر على صحتها وقدرتها على رعاية طفلها.
الفهرس
- الفرق بين الكآبة النفاسية واكتئاب ما بعد الولادة
- أسباب اكتئاب ما بعد الولادة
- أعراض اكتئاب ما بعد الولادة
- المضاعفات المحتملة إذا لم يُعالج
- التشخيص
- العلاج
- الوقاية والنصائح
- الأسئلة الشائعة
1. الفرق بين الكآبة النفاسية واكتئاب ما بعد الولادة
الكآبة النفاسية حالة شائعة ومؤقتة تستمر عادةً من أيام قليلة إلى أسبوعين بعد الولادة، وتشمل تقلبات مزاجية بسيطة مثل الحزن والقلق واضطرابات النوم، لكنها غالبًا تختفي تلقائيًا.
أما اكتئاب ما بعد الولادة فهو اضطراب أكثر عمقًا ودوامًا، يظهر عادة خلال الأسابيع الأولى بعد الإنجاب وقد يمتد حتى السنة الأولى. يتميز بحدة الأعراض وتأثيره على الحياة اليومية للأم، بما في ذلك قدرتها على العناية بنفسها وبطفلها، ويحتاج إلى تقييم وعلاج متخصص.
2. أسباب اكتئاب ما بعد الولادة
السبب الدقيق غير محدد، ولكنه غالبًا نتيجة تفاعل معقد بين:
- التغيرات البيولوجية: انخفاض مفاجئ في مستويات هرموني الإستروجين والبروجستيرون بعد الولادة.
- العوامل النفسية: ضغوط الحمل، تاريخ سابق للاكتئاب أو القلق.
- العوامل الاجتماعية: غياب الدعم الأسري، صعوبات زوجية، فقدان أحد الأحباء، أو صدمات جسدية/نفسية.
- الظروف الشخصية: كون الأم أول مرة، وجود أطفال آخرين يحتاجون للرعاية، مشاكل صحية لدى الطفل.
3. أعراض اكتئاب ما بعد الولادة

تتنوع الأعراض وتشمل:
- الحزن المستمر وتقلبات المزاج الحادة
- الشعور بالإرهاق وفقدان الطاقة
- صعوبة النوم أو النوم المفرط
- ضعف القدرة على العناية بالطفل وصعوبة تكوين رابطة عاطفية
- فقدان الاهتمام بالأنشطة المعتادة
- مشاعر الذنب أو العار وانعدام القيمة
- ضعف التركيز واتخاذ القرارات
- في الحالات الشديدة، أفكار إيذاء النفس أو الطفل
4. المضاعفات المحتملة إذا لم يُعالج
ترك الحالة دون علاج يمكن أن يؤدي إلى:
- لدى الطفل: صعوبات عاطفية واجتماعية في مرحلة لاحقة من النمو
- لدى الأم: اكتئاب مزمن، اضطرابات القلق طويلة الأمد، أو الذهان بعد الولادة.
5. التشخيص
يعتمد التشخيص على تقييم الطبيب للأعراض ومدتها، مراجعة التاريخ النفسي والاجتماعي للأم، والظروف المحيطة والدعم المتاح. الكشف المبكر مهم لتفادي تفاقم الأعراض، ويشمل تشجيع الأم على التعبير عن مشاعرها بدون خوف من الحكم أو الشعور بالذنب.
6. العلاج
يختلف العلاج حسب شدة الحالة:
- الدعم النفسي والاجتماعي: تخصيص وقت للراحة، التحدث مع المقربين، ممارسة الرياضة، الالتزام بنظام غذائي صحي.
- العلاج النفسي: العلاج السلوكي المعرفي لتعديل الأفكار السلبية وتعلم مهارات مواجهة الضغوط.
- العلاج الدوائي: مضادات الاكتئاب الآمنة أثناء الرضاعة في الحالات الشديدة، تحت إشراف طبي.
الاعتراف بالمشكلة وطلب الدعم هو خطوة مسؤولة نحو التعافي وحماية صحة الأم النفسية والجسدية.
7. الوقاية والنصائح
- اتباع أسلوب حياة صحي أثناء الحمل وبعده
- بناء شبكة دعم قوية من الأسرة والأصدقاء
- المشاركة في دروس ما قبل الولادة
- التواصل مع القابلة أو فريق الصحة النفسية عند وجود أي أعراض أو تاريخ نفسي سابق
الأسئلة الشائعة
1. ما الفرق بين الكآبة النفاسية واكتئاب ما بعد الولادة؟
الكآبة النفاسية مؤقتة وتختفي تلقائيًا، بينما اكتئاب ما بعد الولادة أشد وأطول أثرًا.
2. متى يبدأ اكتئاب ما بعد الولادة؟
عادة خلال الأسابيع الأولى بعد الولادة، وقد يظهر في أي وقت خلال السنة الأولى.
3. هل يمكن أن يصيب الرجال أيضًا؟
نعم، بعض الآباء الجدد يعانون من أعراض مشابهة نتيجة الضغوط النفسية والاجتماعية. Healthline
4. ما أبرز الأعراض التي يجب الانتباه لها؟
الحزن المستمر، فقدان الاهتمام، التعب، صعوبة النوم أو الارتباط بالطفل، وأحيانًا أفكار إيذاء النفس أو الطفل.
5. هل يمكن أن يحدث أثناء الحمل؟
نعم، قد تبدأ الأعراض خلال الحمل وتستمر بعد الولادة.
6. هل هو شائع؟
يؤثر على نحو امرأة من كل عشر نساء بعد الولادة، وقد تختلف النسبة حسب المجتمع.
المراجع
- Mayo Clinic – Postpartum Depression
- Healthline – Untreated PPD Impact
- NHS – Postnatal Depression Overview
- PMC – Postpartum Depression Research
- Healthline – Postpartum Depression Causes & Risk Factors
